1 قراءة دقيقة
سال

شركة سال السعودية للخدمات اللوجستية شركة مساهمة سعودية تأسست رسمياً في 16 أكتوبر 2019، غير أن تاريخ عملياتها يمتد لأكثر من سبعين عاماً، حيث كانت هذه الأعمال جزءاً أساسياً من خدمات الخطوط الجوية السعودية منذ تأسيسها في عام 1945. في إطار استراتيجية الخصخصة وإعادة الهيكلة التي قادها المجلس الاقتصادي الأعلى، انبثقت سال للخدمات اللوجستية وغيرها من الشركات التابعة من الخطوط السعودية، لتتولى إدارة وحدات استراتيجية شملت الشحن الجوي والمناولة الأرضية.

هيكل رأس مال شركة سال يقوم على توزيع بنسبة 60٪ من حقوق الملكية و40٪ تمثل ديوناً، وتمتلك الشركة حضوراً رائداً في سوق المناولة الأرضية للشحن الجوي في المملكة، إذ تستحوذ على حصة سوقية تتجاوز 95٪. تغطي منشآتها مساحات تبلغ 139 ألف متر مربع موزعة على محطات الشحن، حيث تتولى معالجة جميع أنواع الشحنات الواردة والصادرة والترانزيت. وتحقق الشركة نحو 85٪ من إجمالي إيراداتها من خدمات مناولة الشحنات، بينما تسهم الحلول اللوجستية بنسبة 13٪ من الإيرادات. وتستند قاعدة عملاء سال بشكل رئيسي إلى شركات الطيران المتخصصة في نقل البضائع، من ضمنها شركة الخطوط السعودية للشحن التي تربطها علاقة شراكة قوية بسال من خلال الشركة الأم، الخطوط الجوية العربية السعودية.


أداء السهم

التغير في سعر السهم منذ بداية العام 48.15%

على الصعيد المالي، تُظهر شركة سال سجلاً مالياً يعكس مسار نمو مستدام واستقرار ريادي، حيث بلغت إيراداتها لعام 2023 نحو 1.5 مليار ريال سعودي، بمعدل نمو مركب يصل إلى 35٪، مما يعكس كفاءة أدائها في السوق. يُعزى نجاح الشركة إلى كفاءة فريقها الذي يضم أكثر من 900 موظف، حيث يشكل المواطنون السعوديون 97٪ من إجمالي الكوادر، إلى جانب مجلس إدارة يضم نخبة من الخبراء المتخصصين في قطاعات الخدمات اللوجستية، العقارات، الطيران، التمويل، والنقل، مما يساهم في تحقيق أهداف الشركة التوسعية وتطوير خدماتها اللوجستية المتكاملة.

الأداء المالي للشركة 



ارتفاع إيرادات نشاط الخدمات اللوجستية بنسبة 46.9% والمناولة الأرضية للشحن الجوي بنسبة 14.85% أدى إلى زيادة صافي الدخل في عام 2023م

تقدم سال خدماتها اللوجستية في مجال مناولة الشحنات لمختلف شركات الطيران في المنافذ الجوية في المملكة، إضافة إلى تقديم خدمات الحلول اللوجستية والربط بين وسائط النقل الأخرى لرفع كفاءة الخدمات اللوجستية المقدمة دولياً، للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030 بجعلها منصة لوجستية عالمية ومركزاً دولياً لخدمة البضائع والشحنات فقد قدمت الحلول المتكاملة للشركات في مجال الشحن البري، وساعدت المشاريع الخاصة في وضع حلول مفصّلة حسب الطلب.

تعمل شركة سال في التخزين والتخليص الجمركي، كما تملك نسبة أكبر في عمل الشحن الجوي، مثل خدمات المناولة بساحة المطار وذلك يتم بتنفيذ تفريغ الشحنات ونقل الشحنات، كذلك تقسيم الشحنات في محطات الشحن بناءً على نوع المنتج وإعدادها للفحص الأمني، وتتولى شركة سال تحميل الشحنات من المحطة أو المستودع إلى الطائرة، وتستلم أيضاً الشحنات من محطة الشركات وتقوم بتحميلها في طائرات الركاب كما تعمل أيضاً في الشحن البحري وخدمات أخرى.

في 19 ديسمبر 2021 وسّعت الشركة محطتها الجديدة في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وذلك لمواكبة الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وفي نفس العام قامت مؤسسة البريد السعودي (سبل) بإبرام اتفاقية مع الشركة لمناولة الإرساليات البريدية وكذلك الشحنات التجارية المحلية والدولية.

تبلغ مساحة توسعة المرحلة 40 ألف متر مربع، تشمل مرافق شحن متنوعة وحديثة وبمواصفات عالمية وأنظمة مناولة آلية، وتشمل خدمات شحنات الصادر والوارد والشحنات المبردة الطبية والغذائية والشحنات عالية القيمة والشحنات الخطرة وشحنات الترانزيت، وذلك وفق إجراءات أمنية حسب المعايير الدولية، كما يساهم المشروع في مرحلته الأولى إلى رفع الطاقة الاستيعابية لمرافق الشحن لتصل لقرابة 1.1 مليون طن سنوياً.

في سنة 2022 الموافق 15 ديسمبر حصلت سال الى رخصة تقديم الخدمات الأرضية بمطارات المملكة، وستقوم شركة سال السعودية بموجب هذه الرخصة بتقديم خدمات أرضية لطائرات الركاب، والإشراف على الأراضي في المطارات. وفي يناير 2023 وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع شركة ميزينس للطيران تهدف الشراكة إلى دراسة تقديم الخدمات الأرضية لشركات الطيران الاقتصادية بمطارات السعودية

كما أصبحت شركة سال شريكًا استراتجياً لوجستيًّا من الفئة الذهبية لدوري المحترفين السعودي (روشن) وذلك بعد توقيع رابطة الدوري السعودي عقداً معها في 20 سبتمبر

وفي 18 اغسطس 2024 أعلنت شركة سال توقيع اتفاقية خدمات لوجستية مع " هاف مليون " سلسلة متاجر القهوة الشهيرة، حيث تقدم سال لهاف مليون حلول لوجستية شاملة مما يعزز من كفاءة سلسلة التوريد الخاصة بهم، وتتولى سال سلسلة توريد هاف مليون شاملة، من المنشأ الى الوجهة بحراً وجواً وبراً.

ومن أهم وآخر الأخبار أعلنت شركة سال عن صدور قرار مجلس إدارتها بقبول استقالة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي الأستاذ عبدالله بن سعد بن عبدالله البداح وذلك بتاريخ 19/09/2024م الموافق 16/03/1446ه


تحليل القطاع

يُعد قطاع الخدمات اللوجستية من أهم القطاعات الاستراتيجية في المملكة العربية السعودية، حيث يساهم القطاع حاليًا بنسبة 6% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات بزيادة هذه النسبة إلى 10% بحلول عام 2030. يشهد القطاع نموًا نظرًا إلى موقع المملكة الجغرافي المميز حيث تتوسط المملكة خطوط التجارة، وتطل على الخليج العربي والبحر الأحمر، مما يجعلها الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتع بهذه الميزة. كما يمر عبر الخليج العربي ثلث صادرات النفط العالمية، وحوالي 13% من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر.

شهد قطاع الخدمات اللوجستية في المملكة نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدعومًا برؤية 2030 التي تركز على دعم القطاع من خلال توفير فرص تمويل للشركات وتطوير البنية التحتية عبر توسعة الموانئ والمطارات لزيادة القدرة الاستيعابية وتحسين الحركة الجوية، في سياق تعزيز وتطوير البنية التحتية الصناعية، فقد أطلقت المملكة برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي يساهم في تحسين كفاءة سلاسل الإمداد وتحفيز الاستثمارات الخاصة، بهدف تحويل المملكة إلى منصة صناعية ولوجستية عالمية رائدة. بالإضافة إلى ذلك، تتجه المملكة إلى تدشين 59 منطقة لوجستية بحلول عام 2030

وقد أطلقت المملكة في نهاية عام 2021م الرخصة الموحدة لأنشطة الخدمات اللوجستية، بهدف تطوير منظومة القطاع وتوفير فرص استثمارية متنوعة لشركات عالمية ومحلية. نتيجةً لذلك، ارتفع عدد الرخص المصدرة في هذا المجال من 13 رخصة فقط في الربع الرابع من عام 2021 إلى 55 رخصة في الربع الأول من عام 2023، ليصل إجمالي الرخص المصدرة حتى الآن إلى نحو 281 رخصة.

واجه القطاع عدة تحديات فمن أبرزها ارتفاع أسعار النفط في 2017 و2019، مما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن الجوي، إلى جانب ركود التصنيع في 2019. إضافتًا على ذلك تفشي جائحة كوفيد-19 في عام 2019م مما أدى إلى انخفاض حجم الشحن من 826,205 طنًا في 2019 إلى 613,952 طنًا في 2020، نتيجة لانخفاض الطلب واضطراب سلاسل الإمداد عالميًا. ومع ذلك، أسهمت هذه التحديات في تعزيز مرونة وكفاءة سلاسل التوريد عن طريق إعادة تشكيلها، وقدمت الحكومة حوافز وفرص تمويل للشركات المتضررة، مما ساهم في إنعاش القطاع. من أحدث التحديات التي واجهها قطاع الخدمات اللوجستية مؤخرًا في نهاية العام الماضي هو أزمة البحر الأحمر نتيجة الحرب على فلسطين. تسببت هذه الأزمة في حدوث اضطرابات في حركة الشحن البحري بسبب القصف المستمر، مما أدى إلى اضطراب حركة المنطقة وزيادة الاعتماد على الشحن الجوي. أفادت هذه الأزمة الشركة بشكل مؤقت، نظرًا لأن 85% من إيراداتها تأتي من خدمات الشحن الجوي، مما أدى إلى زيادة التعاملات معها نظرًا لقدرتها على توفير حلول سريعة وآمنة للشحن.

 في عام 2022، أطلقت المملكة مبادرة مرونة سلاسل التوريد العالمية، والتي تهدف إلى جذب الاستثمارات إلى قطاع سلاسل التوريد، مع تحقيق عوائد مبدئية تبلغ 40 مليار دولار. كما أسهم الانتشار الواسع للتجارة الإلكترونية خلال الجائحة في زيادة الطلب على الخدمات اللوجستية والتوصيل، خاصةً خلال مواسم الحج والعمرة والأعياد الإسلامية. ومن المتوقع أن ينمو قطاع الشحن في المملكة بين عامي 2022 و2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 14.2%، مدفوعًا بعوامل مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي، النمو السكاني، دعم وزارة النقل، والاعتماد المتزايد على التجارة الإلكترونية.

أبرز المنافسين في القطاع: 

شركة البحر الأحمر العالمية: هي شركة تقدم خدمات لوجستية متكاملة في مختلف القطاعات مثل النقل وإدارة المشاريع والمناولة الأرضية، إذ تكمن منافستها مع سال في بعض جوانب الخدمات اللوجستية، وتصل قيمتها السوقية 1.82 مليار ريال سعودي.

شركة النقل البحري: تنافس شركة سال في النقل والخدمات اللوجستية المتعلقة بالنقل البحري والخدمات متعددة الوسائط، وتقدّر قيمتها السوقية بحوالي 20.38 مليار ريال سعودي.

شركة ناقل إكسبرس: تقدم خدمات شحن ونقل سريع وتتنافس مع سال بشكل رئيسي في قطاع الشحن البري واللوجستيات داخل المملكة، مما يجعلها منافساً قوياً لشركة سال، تقّدر قيمتها السوقية بـ 2.85 مليار ريال سعودي.

مقارنة سال بباقي منافسيها تقدم خدماتها في المناولة الأرضية للطائرات في جميع مطارات المملكة، بما في ذلك التعامل مع الأمتعة وخدمات الركاب، وتخدم أكثر من 100 شركة طيران في 28 مطارًا سعودياً¸بقيمة سوقية للشركة تبلغ حوالي 3.24 مليار ريال سعودي.

وتميزت شركة سال عن منافسيها بأكثر من جانب، منها:

  • الانتشار المحلي الواسع: حين غطت الشركة أكثر من 95% من الشحنات الصادرة والواردة وذلك عبر 18 مطارًا في المملكة، ما يمنحها ميزة تفوق في خدمات النقل الجوي
  • الخدمات الأرضية المتخصصة: حين حصلت سال على رخصة تقديم الخدمات الأرضية للطائرات، مما ميزها عن منافسيها كونهم لا يملكون هذه الخدمة في المملكة
  • الشراكات الاستراتيجية: دخلت سال في شراكات استراتيجية مع جهات مثل مؤسسة البريد السعودي وأيضا شركة طيران الصين، مما عزز دورها كمزود رئيسي للحلول اللوجستية المتكامل

  Dupont Analysis  تحليل دوبونت – 

  • أظهرت SAL أداءً قويًا بهامش صافي دخل مرتفع جدًا بلغ 40.41% مقارنة بـ 10.39% لدى SGS، مما يعكس كفاءة عالية في تحويل الإيرادات إلى أرباح، بينما تواجه SGS تحديات في هذا الجانب.
  • من ناحية كفاءة استخدام الأصول، سجلت SGS معدل دوران أصول أعلى (0.61) مقابل (0.51) لـ SAL، مما يشير إلى إدارة أفضل للأصول لدى SGS.
  • العائد على حقوق الملكية كان لصالح SAL بنسبة 54.52%، مدعومًا برافعة مالية مرتفعة (2.66)، مقارنة بـ SGS التي سجلت 11.60% مع رافعة أقل (1.84).

يوضّح ذلك فرق الأداء لدى SAL في العائد على حقوق الملكية والهامش الربحي يعود بشكل أساسي إلى اعتمادها الكبير على الرافعة المالية، بينما تُظهر SGS نموذج عمل أكثر استدامة وكفاءة تشغيلية في استخدام أصولها

Valuation Multiples – مضاعفات التقييم


  • سجلت SAL تقييمات مرتفعة مثل P/B عند 16.69 و EV/EBITDA عند 25.80، مما يعكس نظرة السوق المتفائلة لنمو الشركة. في المقابل، كانت تقييمات SGS أكثر تحفظًا بـ P/B عند 3.99 و EV/EBITDA عند 20.33، مما قد يعكس استقرارًا أكبر وأقل اعتمادًا على النمو السريع.
  • من حيث العائد النقدي، تفوقت SGS بتوزيعات نقدية بلغت 1.90% مقارنة بـ 1.22% لـ SAL، مما يعكس تركيزها على توفير عوائد مباشرة للمستثمرين.
  • الأداء في السوق كان لصالح SAL التي سجل سهمها ارتفاعًا بنسبة 111.50% مقارنة بـ 78.04% لدى SGS، مما يظهر إقبال المستثمرين على الشركة بسبب التوقعات الإيجابية لأرباحها.

توضّح تلك الأرقام أن السوق يقيّم SAL على أساس إمكانات نمو قوية مدعومة بهوامش ربحية ورافعة مالية مرتفعة، لكنها تحمل مخاطر أكبر في حال حدوث تقلبات في الأداء.

بينما تعتبر SGS خيارًا مستقرًا يوفر توزيعات نقدية أعلى ونموًا متزنًا على المدى الطويل.

تحليل (SWOT analysis)

نقاط الضعف 
  • الاعتماد الكبير على قطاع الطيران: تعتمد سال بشكل أساسي على خدمات المناولة الأرضية للطائرات في المطارات، مما يجعلها معرضة لتقلبات السوق الجوي. ففي حال حدوث انخفاض في حركة الطيران بسبب الأزمات او الظروف الاقتصادية، يؤثر بشكل كبير على أدائها الماليّ 
  • المنافسة الشديدة: تواجه سال منافسة قوية من شركات محلية وعالمية، وهذه الشركات توفر خدمات مشابهة وبعضها تقدم خدمات أكثر تنوعاً بأسعار تنافسية، مما يشكّل ضغطاً على حصتها في السوق
نقاط القوة 
  •  سيطرة السوقية: تدير شركة سال أكثر من 95٪ من شحنات الشحن الجوي في المملكة، مما يعزز مكانتها كقائد رئيسي في هذا القطاع الحيوي. 
  • التواجد العالمي: تدعم الشركة عملياتها بشراكات استراتيجية تمتد إلى أكثر من 150 دولة، مما يسهم في توسيع نطاق خدماتها عالميًا. 
  • الالتزام بالتوطين: تحقيق 97٪ سعودة يعزز من مكانة الشركة كمساهم رئيسي في تحقيق أهداف التوطين الوطني.
المخاوف والمهددات 
  • التقلبات الاقتصادية العالميةقد تؤثر التغيرات في الاقتصاد العالمي، مثل تقلبات أسعار النفط واضطرابات سلاسل التوريد، سلبًا على أعمال سال، خاصة أن جزءًا كبيرًا من نشاطها مرتبط بالتجارة العالمية.
  • الاضطرابات في سلاسل التوريد: الكوارث الطبيعية أو الأزمات السياسية قد تؤدي إلى تأخير في عمليات الشحن وتؤثر على موثوقية الشركة.
الفرص 
  • زيادة الطلب على الخدمات اللوجستية: النمو في التجارة الإلكترونية وازدياد حركة التجارة العالمية يوفران فرصاً كبيرة للنمو لشركة سال على المستويين المحلي والدولي.
  • تبني التكنولوجيا: الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والأتمتة سيسهم في تحسين كفاءة العمليات وخفض التكاليف، مما يعزز التنافسية.


إعداد:

ليان الحميضي

ليان العتيبي

ساره العواد

ساره المزهر

المراجع: