3 قراءة دقيقة
استثمارات المملكة في قِطاع الإبل

تحمل الإبل في طياتها قصصًا وتقاليد عريقة تعكس جوانب هامة من حياتنا الشعبية وأصالتنا الثقافية، ومن خلال تسليط الضوء على هذا الجانب المهم من التراث، يمكننا تعزيز الوعي العالمي بثقافتنا وتعميق فهم المجتمع الدولي لقيمنا وتقاليدنا.

تتمثل رؤية المملكة لعام 2030 في تطوير قطاعات متعددة والاستفادة من الموارد المتاحة لدينا؛ لتعزيز الاقتصاد والثقافة والتنمية المستدامة. وفي هذا السياق، يمكن للإبل أن تلعب دورًا هامًا في تحقيق هذه الرؤية، حيث تمتلك مزايا فريدة تمكنها من التكيف مع الظروف المحيطة وتلبية احتياجات السوق العالمية ، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي ويساهم في تنمية المجتمع.

عام الإبل 2024 :

سُمي عام 2024  "بعام الإبل" للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية، وتأصيل مكانتها الراسخة، وتعزيز حضورها محليًّا ودوليًّا، باعتبارها موروثًا ثقافيًّا أصيلًا، ومكونًا أساسيًّا في البناء الحضاري.اما عن دورها في الثقافة المحلية، لعبت الإبل دورًا مهمًا في توحيد المملكة في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - الذي اعتمد ورجاله بعد الله عليها في تنقلهم، وغذائهم بأكل لحومها وشرب حليبها، ونقل الماء والعتاد والسلاح والرجال، كذلك في توصيل البريد في بيئة صحراوية تمتد أطرافها على مساحة كبيرة من الرمال والظروف المناخية الصعبة، حيث شاركت في جميع معاركه وحملاته لتوحيد المملكة العربية السعودية، فكانت راية التوحيد ترفرف على ظهورها.

مواصفات الإبل :

تكرر ذكر الإبل في كتاب الله العزيز أكثر من أي حيوان آخر لمكانتها ومنافعها العديدة. وجعل الله خلقها تحديًا وعِبرة وآية لعباده، ودعا الناس عموما، وبعبارة استفهامية بليغة إلى إمعان العقل والنظر في خلقها وتكوينها ، فقال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت ) . فإنها في غاية القوة والشدة ، ومع ذلك تلين للحِمل الثقيل ، وتنقاد للقائد الضعيف ، وتؤكِل ويُنتفع بوبرها ويُشرب لبنها .

 إسهامات المملكة في قطاع الإبل :

هناك إسهامات عديدة امتدت لإحياء هذا الموروث بدعم من المملكة العربية السعودية، كان من أبرزها :

  •   نادي الإبل :

 في عام 2017 صدر أمر ملكي بإنشاء نادي الإبل، بإشراف عام على النادي من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويرأس مجلس إدارته الشيخ فهد بن فلاح بن حثين.

حيث يهدف نادي الابل الى:

١- دعم التراث العربي في رعاية الإبل وتطويرها بما يناسب جيلنا الحالي.

٢- الحفاظ على التراث العربي وإظهاره للعالم، من خلال التعريف بالإبل وارتباطها بتاريخ المملكة .

٣- ⁠تنظيم الفعاليات المتخصصة المشاركة في الإبل محلياً ودولياً و المشاركة في الفعاليات الخارجية كممثل وطني .

٤- ⁠تأسيس وتنظيم مزادات الإبل .

٥- ⁠إدارة المواقع والحقول والمحميات المتخصصة بالإبل محليًا و إجراء الدراسات والأبحاث المتخصصة بها.

  • مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يُعد أحد الفعاليات الكُبرى القائمة تحت ظِل نادي الإبل وبإشراف وتنظيم منهم :  

وهو مهرجان سنوي يُقام في المملكة العربية السعودية برعايةٍ ملكية، يهدف إلى تأصيل تراث الإبل وتعزيزه في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، وتوفير وجهة ثقافية، سياحية، رياضية، ترفيهية واقتصادية عن الإبل وتراثها.

وعلى أثر هذا المهرجان تُقام العديد من الفعاليات المُصاحبة بهدف توفير منظومة اقتصادية متكاملة من حيث المزاد والمستلزمات والصناعات المتعلقة بالإبل، وتنمية عوائد المجتمع والمهتمين بهذا التراث العربي الأصيل .

  • شركة سواني 

أعلن صندوق الاستثمارات العامة كجهة سيادية تقود مشهد الاستثمار والتنمية في المملكة، عن إطلاق شركة سواني المتخصصة في إنتاج وتوريد وتسويق وبيع منتجات حليب الإبل ومشتقاتها وتقديمها للسوق السعودي كمشروع استثماري رائد يهدف إلى تمكين قطاع حليب الإبل وإنشاء صناعة قوية تقدم منتجات ذات جودة عالية تُثري السوق المحلي وتلبي احتياجات السوق العالمي ، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص.

وتم إطلاق متجر " نوق " التابع لشركة سواني 

لتقديم منتجات تحقق الإضافة للقطاع وتسهم في تنويع الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع إستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، التي تركز على إطلاق وتمكين القطاعات الواعدة في المملكة، ومنها قطاع الأغذية، إلى جانب تعزيز جهود المملكة في تنويع مصادر الدخل بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 و تطلعاتها الطموحة. 

ختامًا، يُعتبر الاستثمار في قطاع الإبل من الخطوات الهامة التي تعزز التنمية المستدامة وتعمل على ترسيخ الهوية الثقافية والاقتصادية للمملكة العربية السعودية. من خلال دعم المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تطوير هذا القطاع، نستطيع تعزيز التنوع الاقتصادي وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية مع المجتمع الدولي. إن استثمارات المملكة في قطاع الإبل تعكس التزامها بالميراث الثقافي والاقتصادي وتعزز دورها كلاعب رئيسي في الساحة العالمية، مما يسهم في بناء مستقبل مشرق ومزدهر للجميع.

إعداد :- 

- لمياء فوزان الماضي

- حصة عبدالله الجميل

المراجع :

- كتاب الإبل ( أسماؤها – أوصافها- طباعها) ، فوزان حمد الماضي https://www.jarir.com/arabic-books-610038.html

- https://aawsat.com/العالم-العربي/الخليج/4738781-«عام-الإبل-2024»-احتفاء-بالموروث-الثقافي-وتأصيل-لمكانته#

- https://sabq.org/saudia/x63x7r39rw

- https://sawani.com/

- https://camelclub.gov.sa/