17 قراءة دقيقة
الاندماج والاستحواذ

الاندماج والاستحواذ عمليات معقدة تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا محكمًا. تتيح هذه العمليات للشركات دمج الموارد والخبرات، وتحقيق وفورات الحجم، وتعزيز الابتكار والكفاءة التشغيلية. كما تساهم في دخول أسواق جديدة وتوسيع قاعدة العملاء، مما يعزز القدرة التنافسية للشركات.

الإندماج:  

هو اتحاد للمصالح بين شركتين أو أكثر ينتج عنه ظهور كيان جديد أو قيام شركة جديدة، حيث يوجد ثلاثة أنواع من الاندماج: 

  1. الإندماج الأفقي: هو اندماج يحدث بين مؤسستين تعملان في نفس النشاط الاقتصادي لتحقيق اقتصاديات الحجم وخلق قوى احتكارية.
  2. الاندماج الرأسي: هو اندماج يحدث بين مؤسسات تعمل في أنشطة اقتصادية مكملة، لتحقيق اقتصاديات التقنية الحديثة و تقليل التكاليف.
  3. الاندماج المتنوع: هو إندماج يتم بين شركات لها أنشطة اقتصادية مختلفة، فقد يكون بغرض زيادة تنوع المنتجات أو الامتداد الجغرافي للسوق أو بغرض تنويع البحث بأنشطة غير مرتبطة ببعضه.

الاستحواذ: 

هو السيطرة المالية والإدارية لأحد الشركات على نشاط شركة أخرى، حيث يوجد أربعة أنواع من الإستحواذ: 

  1. الاستحواذ العمودي: هو استحواذ الشركة الأم على شركة موجودة على طول سلسلة التوريد الخاصة بها، إما في المراحل الأولية (مثل البائع/المورد) أو في المراحل النهائية (المعالج أو بائع التجزئة). 
  2. الاستحواذ الأفقي: شراء الشركة الأم منافسًا أو شركة أخرى في نفس القطاع.
  3. الاستحواذ التكتلي: تشتري الشركة الأم شركة في صناعة أو قطاع مختلف تمامًا، في أعمال هامشية أو غير ذات صلة. 
  4. الاستحواذ المتجانس: يُعرف أيضًا بتوسع السوق، ويحدث هذا عندما تشتري الشركة الأم شركة تعمل في نفس الصناعة أو ذات صلة وثيقة بها، ولكن لها خطوط أعمال أو منتجات مختلفة. 

يتضح الفرق بين الاندماج والاستحواذ، حيث يعني الاندماج دمج شركتين متساويتين لتشكيل شركة واحدة جديدة، بينما يشير الاستحواذ إلى شراء شركة من قبل شركة أخرى، حيث تصبح الشركة المشترية المالكة الجديدة للشركة المستحوذ عليها. 

يعد تقييم الشركة قبل الاندماج أو الاستحواذ خطوة هامة لضمان نجاح العملية لكلتا الشركتين، حيث يساهم في التأكد من وضوح الشركة في جوانب عده، منها: 

القيمة الاقتصادية: يساعد التقييم في تحديد القيمة الاقتصادية للشركة المستهدفة حيث يتيح هذا للشركة المستحوذة تحديد السعر المناسب للدفع مقابل الأسهم أو الأصول

تحليل الأداء والمخاطر: يوفر التقييم فرصة لتحليل أداء الشركة المستهدفة وتقييم ملف المخاطر الخاص بها، وذلك من خلال مؤشرات الأداء المالي التي تحسب نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجهها الشركة

مواءمة الثقافة والاستراتيجية: يمكن لعملية التقييم أن تكشف عن الاختلافات في الثقافة التنظيمية والهيكل بين الشركتين، مما يسهل على الشركة المستحوذة تقييم الملاءمة المحتملة والاستعداد لمواجهة التحديات المرتبطة بالاندماج أو الاستحواذ

قرارات الاستثمار: يستخدم تقييم الشركة في اتخاذ قرارات استثمارية سليمة، حيث يمكن للشركة المستحوذة استخدام نتائج التقييم لتحديد ما إذا كان الاندماج أو الاستحواذ سيزيد من المنافسة ويوسع الأعمال ويزيد من قيمة المساهمين. 

يوجد عدة أساليب يمكن استخدامها لتقييم الشركة المستهدفة. وفيما يلي أبرز الأساليب الشائعة:

تحليل القيمة المالية: يشمل تقدير القيمة الحالية للشركة من خلال تقييم الأصول والخصوم والتوقعات المالية المستقبلية، يستخدم هذا الأسلوب العديد من التقنيات مثل:

  1. تقدير القيمة الصافية (Net Asset Value). 
  2. تقدير القيمة المتوقعة للأرباح (Earnings Multiples)
  3. تقدير القيمة المستقبلية للتدفقات النقدية (Discounted Cash Flow).

 تحليل السوق: يقوم على مقارنة الشركة المستهدفة بشركات مماثلة في السوق، وتحليل العوامل السائدة في السوق وكيفية تأثيرها على القيمة المالية للشركة.

 تحليل القيمة المضافة: يركز على تحليل العوامل التي تضيف قيمة للشركة المستهدفة، مثل العلامة التجارية القوية، والتكنولوجيا المتقدمة، والعلاقات الجيدة مع العملاء والموردين، وغيرها من العوامل التي تسهم في خلق القيمة.

 تحليل الأصول: يقوم على تقدير القيمة الإجمالية للأصول التشغيلية وغير التشغيلية للشركة، بما في ذلك الأصول المادية مثل المباني والمعدات، والأصول غير الملموسة مثل حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، والأصول المالية مثل الأسهم والسندات. يتم خصم الالتزامات المالية والديون من إجمالي قيمة الأصول للوصول إلى صافي قيمة الأصول. يتم استخدام هذه المنهجية لتقييم الشركات والأصول بشكل مستقل عن الأرباح أو العوائد المتوقعة. 

تحليل الديون: يركز على تقدير التزامات الشركة وقدرتها على توليد الدخل لسداد هذه التزامات. 

يفضل استخدام أكثر من أسلوب للتقييم ، حيث يساعد استخدام أكثر من أسلوب الحصول على رؤية شاملة ومتوازنة للقيمة الفعلية للشركة المستهدفة وتقييم الجوانب المالية وغير المالية للصفقة وتقليل مخاطر الاعتماد على أسلوب واحد فقط. 

طرق التمويل: 

يتم التفريق عادة بين عمليات الاندماج والاستحواذ بناءً على طرق التمويل المستخدمة، ومنها: 

  • التمويل نقدي: يتم استخدام النقد بشكل أساسي في عمليات الاستحواذ بدلاً من الاندماج.
  •  القروض: يتم تمويل الصفقة عن طريق اقتراض رأس المال من البنوك أو المؤسسات المالية الأخرى. 
  •  التمويل المختلط: يمكن استخدام تركيبة مختلطة من النقد والأسهم والقروض والأوراق المالية.
  •  الأسهم: يتم استخدام أسهم الشركة المشترية لتمويل الصفقة، حيث يتم تحويلها إلى حصص في شركة المشترية.

  يعتمد استخدام طريقة  التمويل على عوامل متعددة، مثل حجم الصفقة، وتقييم الشركات المشاركة، والتوقعات المالية للشركة المشترية.  

اما عن الأسهم، فتخضع هيكلتها لتغييرات جوهرية خلال عمليات الاندماج والاستحواذ، وذلك لأسباب متعددة لها تأثير مباشر على قيمة استثمارات المساهمين ومسار الشركات المعنية. 

  1.  تبادل الأسهم: يتم تحويل أسهم الشركة المستحوذة إلى أسهم في الشركة المشترية بنسبة معينة. يتلقى مساهمو الشركة المستحوذة أسهم الشركة المشترية بالنسبة المحددة. 
  2. التخفيف أو تعديل الأسهم: قد يتم تقليل عدد الأسهم المصدرة لمساهمي الشركة المستحوذة أو الشركة المشترية، يهدف ذلك إلى توزيع القيمة المالية بشكل عادل ومتوازن بين المساهمين.
  3. تغيير في قيمة الأسهم: قد يتغير سعر السهم لكل من الشركة المستحوذة والشركة المشترية، وذلك استنادًا إلى تقييم السوق وتفاعلات الأطراف المعنية بالاندماج
  4. تغيير في الحقوق والامتيازات: قد يحدث تغيير في الحقوق والامتيازات المتعلقة بحيازة الأسهم بعد الاندماج، وذلك وفقًا للشروط المنصوص عليها في اتفاقية الاندماج والتشريعات المعمول بها.

حيث أن الآثار المحتملة على أسهم الشركتين في حالة الاندماج تختلف بناءً على الظروف الفردية لكل صفقة وشروط الاتفاقية. 

من أبرز عمليات الاندماج والاستحواذ:

  •  اندماج بنك الاهلي السعودي مع مجموعة سامبا المالية:  

والذي يعتبر أضخم وأسرع عملية اندماج حدثت في المنطقة مؤخرًا هو اندماج بنك الأهلي السعودي ومجموعة سامبا، مما أدى إلى تأسيس أكبر كيان مصرفي في المملكة بأصول تجاوزت ال ٩٠٠ مليار ريال سعودي. ادى هذا الاندماج، تأسيس قوة مالية ضخمة تنافسيّة محليًا وإقليميًا، حيث يعتبر البنك الجديد أحد أكبر المؤسسات المالية في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يخدم حوالي 25من قطاعي مصرفية الأفراد والتجارية في المملكة. 

  •  استحواذ شركة دليفري هيرو الالمانية على ذا شفز: 

فشلت شركة دليفري هيرو في استحواذها على ذا شفزدليفري هيرو هي شركة ألمانية تُقدم خدمة توصيل مطاعم عبر الإنترنت في أكثر من 50 دولة، وقد استحوذت الشركة سابقا لشركة"هنقر ستيشن"،ولكن فشلت في الاستحواذ على ذا شفز وذلك بسبب رفض الهيئة العامة للمنافسة.

  •  استحواذ شركة اوبر على كريم: 

استحوذت أوبر على منافسها الأكبر في مجال النقل والتوصيل في الشرق الأوسط (شركة كريم)، بقيمة ٣.١ مليار دولار، وتُعد هذه الصفقة من أكبر الصفقات في قطاع التكنولوجيا في المنطقة. الآن، تعتبر كريم شركة تابعة بالكامل لأوبر، لكنها ستحافظ على اسمها التجاري. ويعتقد كل من أوبر وكريم أن هذا الاستحواذ سيوفر فرصًا لتوسيع تنوع وموثوقية الخدمات المتاحة من خلال تطبيقاتهما. وقد فرضت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية شروطًا والتزامات لمدة 3 سنوات تهدف إلى حماية المستهلكين وضمان بقاء السوق مفتوحًا أمام المنافسين. 


إعداد: 

ريما احمد النعمي  

لبنى ايمن المديفر 

ديما الشريف 

فوزيه طارق السويلم 


المراجع: 

https://www.alahli.com

  https://www.alarabiya.net

  https://sabq.org/saudia/mmq35w 

https://www.qoyod.com

 https://www.uber.com/ar-SA/newsroom/uber-careem-close-sa-ar 

https://www.mubasher.info/news

  https://www.sahalfirm.com/blog

https://www.emkan.com.sa/Blog/Details/21 

https://www.e3melbusiness.com/blog

https://agdenetim.com

https://shukair.net

https://sghamdi.sa/الاندماج-والاستحواذ-في-نظام-الشركات/ 

https://www.sahalfirm.com/المجالات/الاندماج-والاستحواذ  

http://content.argaam.com.s3eu-west-1.amazonaws.com/