الكثير منا يخلق أعذار واهية عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فالبعض يرى أن من حقه الاستمتاع باستهلاك الأموال في شبابه، والبعض يخاف الفشل والمخاطرة، والبعض الأخر يرى أن ادخار الأموال يغني عن الاستثمار، لكن في الواقع أن التخلي عن الاستهلاك الآن يمكّنك من استهلاك المزيد في المستقبل كما قال وارن بافيت في تعريفه للاستثمار، وان الاعتماد على دخلك من الوظيفة ليس كافي لضمان عيشك أنت وعائلتك حياة كريمة خصوصًا مع معدلات التضخم التي نشهدها اليوم، والادخار يقلل من قيمة الأموال، فريال اليوم بالتأكيد اعلى قيمة من ريال الغد.
تستطيع بدء رحلتك الاستثمارية باتخاذ الخطوة الأولى الآن وبعدم تضييع وقتك بالتفكير حول الموضوع، لأنك كلما استثمرت في سن مبكرة كلما حققت عوائد ضخمة مستقبلا. وتعتبر الأسهم أفضل مكان للبدء في الاستثمار، بالرغم من كلام الأخرين عنها وأنها بمثابة محرقة للأموال إلا إنها الوسيلة الملائمة لجميع الناس للبدء بالاستثمار، فالاستثمار في الأسهم لا يتطلب راس مال ضخم، حيث بإمكانك استقطاع أي مبلغ مهما كان بسيط من دخلك شهريا لشراء الأسهم ومع مرور الوقت ستحقق عوائد، وهذه العوائد إما أن تكون على شكل توزيعات أرباح من الشركة، بمعنى أن هناك بعض الشركات توزع أرباح كل فترة معينة خلال السنة على السهم الواحد، مثال: شركة س توزع أرباح ربع سنوية بمقدار 3 ريالات للسهم الواحد، فاذا كان لديك 100 سهم في شركة س فإذًا ستصلك توزيعات أرباح بمقدار 300 ريال كل ربع سنوي. والمصدر الآخر للعوائد هو ربح رأس المال، بمعنى أن تشتري السهم اليوم بسعر معين وتبيعه مستقبلًا عندما يرتفع سعره، وهناك عمولات لتداول الأسهم، ففي كل مره تتداول فيها سواء كنت تشتري أم تبيع سيأخذ منك البنك عمولة، وهذه العمولات ستؤثر على عوائد المحفظة بالتأكيد.
ومن الأفضل أن ترجع تستثمر عوائدك إذا حصدتهم لأنك بذلك ستراكم أرباحك وتُنميها وستُحقق عائد ضخم مستقبًلا.
كيف أبدأ بالاستثمار في الأسهم؟
والجدير بالذكر انه بإمكانك الان التداول افتراضيًا، بمعنى أنك تستطيع التداول بمبلغ وهمي ليس من اموالك الخاصة، وان تبيع وتشتري الاسهم افتراضيًا لغرض التعلم. فإذا كانت المخاوف لا تزال تلازمك فبإمكانك تطبيق الخطوات السابقة في محفظة افتراضية حتى تصل لدرجة الخبرة ثم تبدأ استثمارك الحقيقي.
لطالما كانت عملية اختيار الأسهم المناسبة لبناء المحفظة الاستثمارية هي التساؤل الأكبر لأي شخص يريد أن يقدم على الاستثمار بالأسهم، والمرحلة الأصعب لدخول هذا العالم، وهي ما سنسعى لتوضيحه الآن.
في البداية عليك تعلم كيفية قراءة القوائم المالية للشركة، المؤشرات المالية، والتحليل المالي، كل هذه الامور ستعطيك تصور شامل عن الشركة، وهل الاستثمار فيها مجدي ام خاسر. واحذر الاخذ بالتوصيات، فعليك تعلم كيفية بناء توقعاتك وتحليلك بنفسك.
ويجب الأخذ بتطبيق مبدأ تنويع الأصول والذي يعد جزء لا يتجزأ من إدارة المحفظة الاستثمارية، فالتنويع يُعنى بنشر رأس المال في أصول استثمارية متنوعة كالأسهم، السندات والصكوك والصناديق الاستثمارية بالإضافة الى تنويع قطاعات الاستثمار في هذه الادوات المالية. حيث يساعد هذا المبدأ وبشكل كبير بإبعاد أثر التخمين عن القرارات الاستثمارية.
يعد من اشكال التنويع توزيع الاستثمارات على مؤشرات معينة، كاختيار فئات صغيرة من الأسهم أو تقسيم الأسهم اعتمادا على القيم السوقية الكلية، على شكل اختيار كل من الشركات الكبيرة، المتوسطة، الصغيرة.
ومع الوصول الى مراحل متقدمة من الاستثمار غالبا ما يجب على المستثمر اتخاذ قرارات بشأن اعادة موازنة وتعديل توزيع الأسهم في المحفظة، حيث يعود ذلك الى تغير المعطيات على شكل تقدم عمر المستثمر او تغير وضعه المالي.
وعندما يقرر المستثمر بأن الوقت مناسب لإعادة الموازنة في المحفظة، فهناك عدة أساليب لعمل ذلك وكلها قد تحقق الغرض. لكن المستثمر قد يفضل أحداها على الآخر. ولإعادة موازنة المحفظة يستطيع المستثمر:
يلي ذلك محاولة تتبع مسببات الخطر وغالبا ما يكون تذبذب الأسعار من اوائل المخاطر التي قد تواجه جميع المستثمرين. واخيرا القيام بمتابعة اداء المحفظة الاستثمارية، بمعنى متابعة العوائد الاستثمارية لكل مجموعة من الشركات المنتمية لقطاع معين ومقارنة عوائدها بالعوائد الخاصة بمؤشر القطاع المعني.
من الممكن أن يبدو كل هذا معقدًا لك خصوصًا ان كانت ليست لديك رغبة في تعلم كل تلك الامور، لذلك يوجد طريقة ابسط لاختيار الأسهم، وهي ان تستثمر في الأسهم القيادية والتي هي الأكثر وزنًا بالسوق او الأكثر قيمة سوقية التي يتم حسابها كالتالي: الكمية المتاحة للتداول*السعر السوقي لليوم، فالشركة الأعلى قيمة سوقية هي الأعلى وزنًا في السوق، وعادةً يكون الاستثمار في الأسهم القيادية استثمار طويل الأمد، بمعنى أن ثمرة الاستثمار الحقيقية أو العوائد الكبيرة يتم تحقيقها بعد فترة طويلة من الزمن.
وفي الأخير تذكّر، تعكس أسعار الاستثمارات الوضع الاقتصادي بشكل عام ولا يخفى أثر المشاعر الإنسانية حيث يقوم المتداولون الأفراد باتباع الإشاعات والتوقعات المضللة، لذا احرص على التحقق من مصادر المعلومات.
المصادر:
تداول
https://cma.org.sa/Awareness/Pages/IFManagement.aspx https://www.investopedia.com/articles/basics/06/invest1000.asp
إعداد:
سارة العتيبي