الجميع يعلم أنه لا يوجد استثمار من دون مخاطر، ولكن الاستثمار بالأسهم يحوي على درجة مرتفعة نسبيًا من المخاطر، وفي الواقع أن هذا من أبرز الأسباب التي تجعل الأفراد يتجنبون الاستثمار في الأسهم. ولكن كما نعلم أنه لا يوجد استثمار من غير مخاطر، يجب علينا أن نعلم أنه لا يوجد مخاطر من غير طرق لإدارتها، وبالضبط هذا ما سنتحدث عنه هنا.
أولًا وقبل أن نتعرف على طرق إدارة المخاطر، يجب علينا معرفة ما هي مخاطر الاستثمار في سوق الأسهم؟
هناك نوعان أساسيان من المخاطر:
١- المخاطر المنهجية/مخاطر السوق:
قيمة الأسهم لديها القدرة على الارتفاع أو الانخفاض بسبب ظروف السوق التي تسببها عوامل لا يمكن التحكم فيها وتؤثر على الاقتصاد كاملًا. مثل التضخم والأحداث السياسية.
وهذا النوع من المخاطر يشمل:
أ. خطر السوق:
احتمالية تحرك أسعار الأوراق المالية في نفس الاتجاه. بمعنى أنه في حال انخفاض السوق، حتى أفضل الشركات أداءً ستنخفض إذا كانت تتحرك بنفس اتجاه السوق. وفي الواقع هذا النوع يُمثل ثلثي المخاطر المنهجية.
ب. خطر سعر الصرف:
ينجم عن التغير في قيمة العملات الأجنبية. وهذا النوع يؤثر فقط على الشركات التي لديها معاملات صرف أجنبي، مثل شركات التصدير أو الشركات متعددة الجنسية.
ج. خطر السياسة:
خطر إعلان الحكومات الحرب. ومثال عليه ما حدث في غزو العراق على الكويت، حيث إن إجمالي تراجُع مؤشر S&P500 كان بنسبة -16.9%، و189 يوم كانت مُدة للتعافي.
وهذا النوع من المخاطر لا يمكن إزالته بتنويع الأصول بالمحفظة، لأنه يؤثر على الاقتصاد ككل، وبالتالي جميع الأصول ستتأثر.
ويمكن قياس هذا النوع من المخاطر باستخدام البيتا، وهي مقياس لمدى ارتباط الورقة المالية او المحفظة الاستثمارية بتحركات السوق، بمعنى مدى ارتفاع أو انخفاض العائد على الورقة المالية لكل 1% ارتفاع او انخفاض في عائد مؤشر السوق.
٢- المخاطر الغير منهجية/مخاطر الشركات:
قرارات الشركة المُستثمر فيها وسمعتها وخططهم في الانضمام لسوق جديد او لمنظمه أخرى. وهي المخاطر الخاصة بشركة معينة أو قطاع معين، أي لا تؤثر بالاقتصاد ككل. كظهور منافسين جدد، أو تغيير في إدارة الشركة.
وهذا النوع من الممكن تقليل تأثيره من خلال تنويع الأصول بالمحفظة، عكس المخاطر المنهجية.
ويتضمن هذا النوع عدة أنواع فرعية منها:
أ. مخاطر الأعمال:
العوامل الداخلية والخارجية التي من شأنها تقليل إيرادات الشركة، أو تعيق الشركة من الوصول لأهدافها المالية. كتغير أذواق المستهلكين، أو التشريعات الجديدة.
ب. المخاطر المالية:
هي التي تتعلق بهيكل رأس مال الشركة، حيث إنه من اللازم أن تكون معدلات الديون وحقوق الملكية مثالية، لتستطيع الشركة الاستمرار بالنمو والإيفاء بالتزاماتها. حيث إنه في حال كانت هيكلة رأس المال ضعيفة، سيؤدي ذلك إلى إيرادات وتدفقات نقدية غير مستقرة، وستُمنع الشركة من التداول.
ج. المخاطر التشغيلية:
هي المخاطر المتعلقة بعمليات التشغيل، التي تنجم عن الأحداث الغير متوقعة أو المُهملة، كانهيار سلسلة التوريد.
د. المخاطر الاستراتيجية:
الخطر من احتمالية تداخل حدث ما مع نموذج أعمال الشركة، كفشل حدوث اندماج للشركة أو فشل منتج جديد.
ز. المخاطر القانونية:
التغيير في القوانين بشكل يؤدي لتضرر الشركة.
لكن وكما ذكرنا سابقًا أنه لا وجود للمخاطر دون وجود طرق لإدارتها، فكيف يدير مستثمري الأسهم هذه الأنواع من المخاطر؟
ذكرنا في سياق الحديث عن مخاطر الأسهم واحدة من استراتيجيات إدارة المخاطر، وهي تنويع الأصول، بمعنى أنه عند بناءك للمحفظة الاستثمارية لا تضع جميع أموالك في أصل واحد، لأنه سيؤدي لزيادة معدل خطر التركيز، ففي حال خسارة هذا الأصل سيخسر جميع أمواله.
قم بتوزيع رأس المال بين الأسهم والسندات والعقارات وغيره، وبعد ذلك وزع المال الذي خصصته لكل أصل على شركات مختلفة، فعلى سبيل المثال، المال الذي خصصته للاستثمار في الأسهم، قم بتوزيعه على قطاعات مختلفة، ثم على شركات مختلفة في القطاع الواحد. ويتبع الكثير من المتداولين اليوميين ما يسمى بقاعدة الواحد بالمئة. تشير هذه القاعدة العامة على أنه لا يجب عليك أبدًا وضع أكثر من 1% من رأس المال الخاص بك في صفقة واحدة، فمثلا كان لديك 10000 دولار في حسابك الاستثماري، فإن استثمارك لا يزيد عن 100 دولار في أي ورقة مالية. هذه الإستراتيجية شائعة للمتداولين الذين لديهم حسابات أقل من 100000 دولار حتى أن البعض يرتفع إلى 2% إذا كان بإمكانهم تحمله.
في حين أن تنويع الأصول يُعنى بتوزيع الخطر بين الأصول، فالتحوط يُعنى باتخاذ اجراءات لحماية الاستثمار. بعض الأصول يوجد بينهم علاقة عكسية بمعنى أنه إذا انخفض العائد للسهم أ سيرتفع العائد للسهم ب، وسيُغطي الخسارة. مثال على ذلك مؤشر VIX وهو مصمم على أن يرتفع عندما تكون الأسواق متقلبة.
ومن الطرق التي ستساعدك على تقليل مخاطر استثمارك في حال كنت مضاربًا، هي معرفة محفزات سوق الأسهم، وهي المعلومات التي تؤثر على حركة أسعار الأسهم بالإضافة إلى الأخبار وآخر آراء المحللين الماليين. حيث إنها ستُفيدك لمعرفة أفضل فرصة للمضاربة.
في حال كونك شخص لا يتحمل المخاطرة فإنه يتوجب عليك الابتعاد عن المضاربة والتوجه للاستثمار طويل المدى. وفي الاستثمار طويل المدى يُنصح بالاستثمار في الأسهم القيادية والتي هي الأكثر وزنًا في السوق، أو الأكثر قيمة سوقية.
ومن المهم أن تعيد تقييم استثماراتك وإعادة موازنتها في كل ربع سنوي.
أخيرًا، باستخدام هذه الاستراتيجيات المختلفة، يمكن للمستثمرين التقليل من الآثار السلبية لتقلبات السوق غير المتوقعة وتقليل تعرضهم لأي من انواع المخاطر المختلفة.
المصادر:
Investopedia
CFI
https://www.etoro.com/stocks/risk-management/
إعداد:
ميار الرميح
ليان السبيعي
حنان الشاوي
الجوهرة العتيبي