3 قراءة دقيقة
هل السعادة في المال أو المال وسيلة للسعادة؟

غالبًا ما نسمع الكثير من الأشخاص ما إذا تحدثوا عن السعادة فإنهم يأتون بذكر المال معها، فعلى سبيل المثال إذا أوقفت أحد المارة وطلبت منه أن يسمي ثلاثة أشياء تجلب له السعادة، في الغالب سيكون المال من ضمنها، فهل فعلًا أن المال والسعادة مترابطين؟ وأن المال حقًا يجلب السعادة؟

دعونا نفكر في هذا التحقيق المثير للاهتمام لمجلة Nature Human Behavior من جامعة بوردو أندرو جيب، في محاولة للإجابة على سؤال "هل العلاقة طردية دائما بين المال والسعادة؟".

حيث ذَكر فيها أن بعض الدراسات تظهر أنه يمكن من المال جلب السعادة وزيادتها أيضًا في ظل ظروف معينة، ولكن العامل الأساسي في تأثير المال على السعادة هو كيفية إنفاق هذه الأموال.

وفي دراسة حديثة، أكمل أكثر من 1000 طالب متخرج من جامعة كولومبيا البريطانية تقييمًا يقيس ما إذا كانوا يميلون إلى تقدير الوقت على المال أو المال بمرور الوقت. أفاد غالبية الطلاب بتحديد أولويات الوقت، ولكن ما يقارب 40% من الطلاب أفادوا بأنهم أعطوا الأولوية للمال.

وفي عام 2010، فحصت دراسة كانيمان وديتون العلاقة بين الدخل والرفاهية العاطفية وتقييم الحياة بشكل عام. اعتمدت دراسة كانيمان وديتون على دراسة استقصائية شملت 450 ألف أمريكي تضمنت أسئلة حول الرفاهية العاطفية والرضا عن الحياة ودخل الأسرة. بعد فحص البيانات، استنتجا أن السعادة تظل بشكل أساسي دون تغيير بمجرد أن يتجاوز دخل الأسرة 75000 دولار بشكل سنوي أي ما يعادل 23,484 ريال بشكل شهري، على الرغم من أن التقييم العام للحياة يستمر في التحسن. الاستنتاج الرئيسي هو أن الدخل الذي يزيد عن 75000 دولار بشكل سنوي والذي يعادل 23,484 ريال بشكل شهري يشتري الرضا عن الحياة، ولكن ليس السعادة.

على العكس من ذلك، تستفيد دراسة Killingsworth الأخيرة من التكنولوجيا لإعادة النظر في العلاقة بين الدخل والسعادة. استخدمت الدراسة الجديدة تطبيقًا للهواتف الذكية لسؤال عينة كبيرة من الأشخاص بشكل دوري عما شعروا به على مدار اليوم على نطاق مستمر من "سيء جدًا" إلى "جيد جدًا".

 على النقيض من ذلك، طلبت دراسة كانيمان وديتون من الناس أن يتذكروا كيف شعروا في الماضي. كما يشير Killingsworth، فإن تلك المنهجية المتّبعة في دراسة كانيمان وديتون "عرضة لأخطاء الذاكرة والتحيزات في الحكم" وعلى عكس دراستهما، وجد Killingsworth أن السعادة والرضا عن الحياة يستمران في الزيادة مع دخل الأسرة، حتى بعد تجاوز الدخل 75000 دولار بشكل سنوي أي ما يعادل 23,484 ريال بشكل شهري.   

هل هذا يعني أن المال يحدث فرقًا كبيرًا في سعادة الشخص؟ ليس بهذه السرعة. لاحظ أن الرسم البياني لـ Killingsworth يستخدم محور س للدخل (مرددًا صدى كانيمان وديتون) ويستخدم المحور y درجات z، وهي مقياس للانحراف المعياري لن يكون له معنى بديهي لأي شخص غير معتاد على الإحصائيات. إليك بيانات الرفاهية من ذوي الخبرة، ولكن تم رسمها باستخدام محاور مختلفة.

في الختام

طورت دراسة Killingsworth حالة معرفتنا حول الصلة بين المال والسعادة من خلال استخدام تصميم بحث ذكي. تشير البيانات الجديدة إلى أن الزيادات في السعادة لا تتوقف بعد أن يصل الفرد إلى دخل قدره 75000 دولار بشكل سنوي والذي يعادل 23,484 ريال بشكل شهري. وبدلاً من ذلك، تستمر الزيادات، وربما تصل إلى مرحلة الاستقرار في وقت لاحق. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية الجديدة لا تغير بشكل كبير الاستنتاجات المستخلصة بعد دراسة كانيمان وديتون عام 2010. يبدو أن مطاردة المبالغ المتزايدة باستمرار هي طريقة غير فعالة لإيجاد السعادة لأنفسنا. من ناحية أخرى، يعتبر التبرع للجمعيات الخيرية الفعالة طريقة رائعة لجعل الآخرين يشعرون بالسعادة. أولئك منا الذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع لديهم فرصة مثيرة لتحسين حياة الآخرين بشكل كبير من خلال التعهد بالتبرع بنسبة 10%من دخلنا على مدار حياتنا المهنية. والأفضل من ذلك، قد نجد أنفسنا أكثر سعادة أثناء القيام بذلك.

المصادر:

إعداد :

نورة الفليج 

لمى العقيل