3 قراءة دقيقة
Warren Buffett

ولد رجل الأعمال والمستثمر وارن إدوارد بافيت Warren Edward Buffett أثناء مرحلة الكساد العظيم التي مرَّت بها أمريكا، في 30 أغسطس، عام 1930، في مدينة أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية. عَمِلَ والده، هاوارد Howard سمسارًا للأسهم المالية، وكان عضوًا في الكونجرس (مجلس النواب) الأمريكي.

أما والدته ليلى ستال بافيت Leila Stahl Buffett، فكانت ربة منزل. كان بافيت الابن الثاني، والأخ الوحيد لأختين.

أظهر بافيت براعة في الأمور المالية والاستثمارية منذ طفولته المبكرة. وكان أصدقائه ومعارفه يصفونه في ذلك الحين بالمعجزة الرياضية؛ لقدرته على جمع أرقام ضخمة.

غالبًا ما كان وارين يزور والده في مكتبه للوساطة المالية أثناء طفولته، وكان يكتب أسعار الأسهم على اللوحة المخصصة لذلك. قام وارين بأوَّل استثمار وهو في الحادية عشرة من عمره، بشرائه لثلاثة أسهم في شركة Cities Service بسعر 38$ للسهم. وسُرعان ما انخفض سعر السهم إلى 27$، إلا أن بافيت تمسَّك بأسهمه بشدة حتى بلغ سعرها 40$.

حصل بافيت على ربحٍ ضئيل من بيع الأسهم، لكنَّه نَدِمَ على هذا القرار عندما ارتفع سعر أسهم Cities Service فيما بعد ليصل سعر السهم إلى 200$، وقد ذكر هذه التجربة مؤخرًا موضحًا أنها درسًا مُبكرًا لتعلُّم الصبر في الاستثمار.

عند بلوغه الثالثة عشر، كان بافيت يُدير عمله الخاص كبائع للجرائد ولنصائح عن سباقات الخيل. وفي نفس العام، قَدَّم أوَّل إقرار ضريبي عن عمله، مع خصم سعر دراجته البالغ 35$ من الضرائب.

خلال دراسته بالمرحلة الثانوية، اشترى بافيت مع صديقه ماكينة ألعاب بينبول pinball بقيمة 25$. ووضعا الماكينة في محلٍ للحلاقة، وفي غضون عدة أسابيع حصلا على ربحٍ كبير، مما جعلهم يشترون ماكينات أخرى. امتلك بافيت ماكينات ألعاب في ثلاثة أماكن مختلفة، قبل أن يبيعها بقيمة 1200$.

عند بلوغ بافيت السادسة عشر من عُمره، التحق بجامعة بنسلفانيا لدراسة التجارة. دَرسَ هناك لمدة عامين، ثُمَّ انتقل إلى جامعة نبراسكا لاستكمال درجة البكالورويس. تخرَّج من الجامعة في سن العشرين، وكانت ثروته حينئذٍ تُقَدَّر ب 10,000$ جناها من أعماله التجارية أثناء مرحلة الطفولة.

تأثَّر بافيت بكتاب بنجامين جراهام Benjamin Graham "المُسْتَثْمِر الذكي The Intelligent Investor"، مما جعله يلتحق بكلية كولومبيا للأعمال؛ حتى يدرس على يد هذا الاقتصادي والمُسْتَثْمِر الشهير. بعد حصوله على درجة الماجستير عام 1951، عمل بافيت في بيع السندات لدى شركة بافيت-فالك وشركاؤه Buffett-Falk & Company لمدة ثلاثة أعوام، ثُمَّ عمل لدى أستاذه كمحلل سندات في شركة جراهام-نيومان Graham-Newman Corp لمدة عامين.

في عام 1956 أسس وارن Buffett Partnership، وفي عام 1962، رأى وارن فرصة استثمار مباشر في باركشاير هاثاواي Berkshire Hathaway، وهي شركة نسيج في نيو إنجلاند، وحولها إلى شركة قابضة تضم مجموعة متنوعة من الأعمال. يشغل وارن حاليًا منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Hathaway. لقد كان المساهم الرئيسي للشركة منذ عام 1970. عندما بدأت هاثاواي التداول في أسهم الفئة A في عام 1990، أصبح وارن مليارديرًا. على الرغم من أن الاستحواذ على Berkshire هو سبب لمعظم ثروة بافيت إلى أنه ذكر أنه من أكبر ما ندم عليه.

الاستثمار في القيمة هو حجر الأساس الذي بنى عليه وارن بافيت حياته المهنية في الاستثمار. من أشهر الأمثلة لكيفية تحويله لعمليات الاستحواذ الصغيرة إلى عمليات استحواذ ضخمة هي شركته بيركشاير هاثاواي. لم يكن وارن يعرف سوى القليل عن المنسوجات، فقد استثمر في بيركشاير وحول تركيز الشركة في النهاية. تعد بيركشاير الآن واحدة من أكبر الشركات القابضة التي لديها مصالح تجارية في العديد من الشركات.

تعطينا قصة نجاح وارن بفت درسًا مهما: المعرفة دائمًا مهمة إذ توفر لك سلطة اتخاذ القرار التي يمكنك استخدامها في بناء ثروة. تعلمنا حياته ألا نستسلم أبدًا، إذا بدأت بداية صغيرة، اعمل بشغف لتنميتها إلى شيء كبير.

مقطع فيديو عن قصة نجاحه:

المصادر:

اعداد:

ياسمين زيدان