بلوكتشين
تخيّل عالمًا ماليًا يعمل بلا حدود، بلا وسطاء.. وبأمان تام!
تخيّل أن كل معاملة مالية تجريها تحدث في لحظات!
غيداء ونوف تقدمان لكم معلومات مختصرة عن عالم البلوكتشين مع التقنية المالية..
مرحبًا بعصرٍ جديد من الثقة الرقمية، حيث يلتقي الابتكار بالمال؛ ليصنع المستقبل.
هذا العالم ليس خيالًا ولا رؤية مستقبلية!
بل هو واقع تبنيه هذه التقنية..
حيث تُجرى جميع المعاملات المالية دون الحاجة إلى وسيط مركزي مثل البنوك وحيث يتم تحويل الأموال بين الدول في دقائق وبتكلفة منخفضة والعقود تُنفّذ تلقائيًا بمجرد تحقق شروطها، دون الحاجة إلى محامين أو أطراف ثالثة.
تخيّل دفترًا رقميًا يُسجّل كل عملية مالية، ولكن ليس على جهاز واحد، بل على شبكة ضخمة من الحواسيب.. كل معاملة تُخزن في” كتل“ وكل كتلة ترتبط بالتي تسبقها عبر خوارزميات تشفيرية قوية؛ مما يجعل من الصعب تغيير أو حذف أي بيانات مسجلة!
هذا هو البلوكتشين، الابتكار الرقمي الذي يعزز الأمان.
البلوكتشين يُعد أحد الأعمدة الأساسية في تطور التقنية المالية، إذ يُقدم مزايا كبيرة تُحسّن الأمان والشفافية والكفاءة في العمليات المالية لعدم وجود كيان مركزي يسيطر عليه؛ مما يجعله مناسبًا للعديد من التطبيقات في عالم التقنية المالية
لنستعرض كيف يؤثر البلوكتشين على هذا المجال:
العالم الرقمي مليء بالمقلدين والمزيفين للأصول الرقمية! لتجنب هذه العقبة آتت تقنية NFT فهي تضمن ملكيتك للأصول الرقمية
NFT (Non-fungible Token)
هي بالمختصر:
رموز غير قابلة للاستبدال في عالم البلوكتشين توثق ملكيتك للأصول الرقمية، سواءً كانت لوحات الفنية، عقارات رقمية والقائمة تطول.
تتميز بكونها تضمن أن الأصول الرقمية لا يمكن تقليدها أو استخدامها دون معرفة المالك الأصلي، مما يعزز قيمتها ويزيد الثقة بها كأداة استثمارية.
على سبيل المثال، دخلت مؤسسة NBA عالم الـ NFTs عبر توفير لقطات وبطاقات رقمية قابلة للتداول وحققت الشركة مبيعات بلغت ١٠٠ مليون دولار!
ولا زال للأمثلة بقية حيث إن تقنية البلوكتشين تتسع للاستثمارات والتداولات وجميع المشاريع المستقبلية، على رغم أقلية عدد من يعلم بها حول العالم وعن استخداماتها إلا أنها أثبتت نجاحها..
من مزايا البلوكتشين في التقنية المالية:
- الأمان العالي: التشفير واللامركزية يضمنان حماية البيانات والمعاملات.
- إمكانية التوسع: يدعم البلوكتشين تطبيقات متعددة في المجال المالي، من المدفوعات إلى التمويل اللامركزي، مما يعزز من قابليته للتوسع.
- المرونة في الابتكار: يُسهل البلوكتشين تطوير تطبيقات جديدة وتكاملها مع الأنظمة الحالية، مما يعزز الابتكار.
- الكفاءة والتكلفة: يقلل من الحاجة إلى الوسطاء؛ مما يخفض تكاليف المعاملات ويعزز الكفاءة.
- التسوية الفورية: يتيح تنفيذ وتسوية المعاملات بسرعة أكبر مقارنة بالنظم التقليدية.
رغم هذه المزايا، هناك بعض العيوب لتقنية البلوكتشين
من أبرزها: قابلية التعديل المحدودة، حيث تصبح المعاملات غير قابلة للتعديل أو الإلغاء، كما أن التطبيقات المبنية على البلوكتشين قد تكون عرضة للمخاطر الأمنية إذا لم تُصمم بشكل ملائم!
أيضًا قد تواجه تكاليف تنفيذ مرتفعة في مراحل البدء.
ومن أبرز الممارسات المحلية:
- أكمل مصرف الراجحي أول عملية تحويل مالية خارجية باستخدام تقنية البلوكتشين، كأول مصرف في السعودية يطبق هذه التقنية الحديثة في قطاع الحوالات.. تم تنفيذ التحويل بنجاح بين المقر الرئيسي في الرياض وأحد فروعه في الأردن.
- استخدم البنك المركزي السعودي تقنية البلوكتشين لإيداع جزء من السيولة المعلنة في القطاع المصرفي، ضمن جهوده لتعزيز إمكانات القطاع.. هذه الخطوة تأتي ضمن جهود البنك لاستكشاف التقنيات الحديثة ومواكبة التطورات العالمية للبنوك المركزية وتقييم تأثيرها على القطاع المالي.
التحديات من وجهة نظر الخبراء:
- عدم نضج التقنية بالشكل الكافي سواءً في الأسواق العالمية والمحلية.
- عدم وضوح التشريعات الكافية لاستخدام التقنية في القطاع المالي.
- نقص الخبراء المحليين.
- ارتفاع تكلفة البنية التحتية مقارنة بالحلول الأخرى.
- ضعف الوعي بأهميتها لقطاع الأعمال.
الفرص:
- زيادة الوعي بأهمية استخدام البلوكتشين في العمليات الداخلية.
- تخفيض التكاليف التشغيلية للبنوك والشركات المالية.
- تحسين تحليل البيانات لرصد الاحتيال المالي من خلال سجلات قابلة للتدقيق.
هذه الفرص تدعم تطور القطاع المالي وتعزز أهداف رؤية 2030 في الابتكار الرقمي.
ختامًا، يتضح أن تقنية البلوكتشين تقدم حلولًا مبتكرة تحدد المستقبل المالي وتفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتقدم في جميع أنحاء العالم!
شكرًا لكم على حسن القراءة.
إعداد:
غيداء الجريوي
نوف الراجحي
المصادر:
IBM
Forbes
PwC
منشآت
Deloitte
The World Economic Forum